لا يمكن لأي متابع للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية أن يتجاهل الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة المهرجان ليلا نهارا في التعريف والترويج للمهرجان على المستوي الوطني والدولي وفي الاختيار الدقيق للأعمال من مختلف أنحاء العالم، ولا شك أن عملية الإختيار صعبة جدا مما يضع الهيئة المديرة للمهرجان أمام مسؤولية جسيمة لاختيار الأفضل، وكلنا ثقة أننا سنشاهد أعمالا مميزة كالاتي شاهدناها في الدورة السابقة من المهرجان. استطاع المهرجان أن يرسخ حضوره على المستوى المحلي وحاز على اهتمام دولي واسع لحضور الفعاليات في نسختها الثانية، من خلال الإهتمام الكبير وإقبال صانعي المحتوى على تقديم طلباتهم منذ اليوم الأول بكثافة للمشاركة في الفعاليات وهو ما يعد انعكاساً حقيقياً للأنشطة القوية التي ما فتئ الفريق العامل يبذل قصار جهده لتمريرها، والسمعة الطيبة التي يحظى بها المهرجان سواء داخل تونس أو خارجها. هذه المكانة جاءت بفضل دعم السيد وليد بن حسن المدير المؤسس فهو يعمل بإخلاص وبجهد شخصي منذ سنة لإقامة النسخة الثانية، ويتابع كل كبيرة وصغيرة حول حسن سير الحيثيات والكواليس، وهو أمر يحسب له، ويشكل علامة مميزة تؤكد أنه يمتلك الإصرار وقادر بمعية الفريق المسير على التفوق مهما كانت الظروف. فقد أسهمت مشاركة كوكبة كبيرة من صانعي المحتوى من مختلف القارات في نجاح المهرجان، وكانت السمعة الطيبة التي حظيت بها الدورة السابقة قد تخطت كل التوقعات التي وضعتها اللجنة المنظمة بدليل المشاركة الكبيرة والتغطية الواسعة من عدة قنوات ومواقع إلكترونية متخصصة وشهيرة في العالم، ما أسهم في اتساع قاعدة اللعبة على مستوى المنطقة، وشكل المهرجان فرصة جيدة للشباب لمزيد من الاحتكاك، إضافة لاستفادة لجنة التحكيم الدولية المحلي من الدوليين الذين وُفِّقُوا في إدارة الدورة السابقة بشكل متميز وكان مكان إشادة من جميع المشاركين، وهو ما سيشكل حافزا للإنجاح النسخة الحالية التي دخلت الان في مرحلة العد التنازلي وأغلقت اللجنة الرئيسية المنظمة باب التسجيل، حيث بلغ عدد الأفلام المسجلة حتي نهاية فترة إغلاق التسجيل 66 فيديو قصير بين روائية و تسجيلية و ذات طابع إنساني وذلك للمشاركة في المسابقتين (المسابقة الرئيسية استهلك تونسي والمسابقة الدولية حول المواطنة ) التي كشف عنهما المهرجان عند الإعلان عن أنشطته وبرامجه لهذا العام. وهذا العدد مرجح للتضاعف في قادم الأيام نظرا لكثافة وارتفاع عدد المسجلين والذين لم يبعثوا إلى حد الان بأعمالهم حيث سجلنا 994 مشارك من 38 دولة, وقد باشرت لجنة الفرز الأولي عملها بغية فرز الفيديوهات التي تحمل معايير وقع تحديدها كالاتي: ان لا تقل مدة الفيديو دقيقة واحدة وان لا تتجاوز الستة دقائق مع مراعاة جودة الفيديو الذي لا يجب أن تقل عن (1080/ 1920 FHD) كما ذعت اللجنة المشاركين من ضرورة التثبت من حقوق الملكية للصوتيات والمؤثرات الصوتية المستعملة، وأكدت على لأنه لا يمكن المشاركة إلا بعمل واحد في كل مسابقة ، كما شددت اللجنة حرصها على أخلاقية العمل حيث أنه لا تقبل الفيديوهات والسيناريوهات التي تحرض على أي شكل من اشكال العنف والكراهية والتمييز بجميع اوجهه استعمال أي لفظ من الالفاظ النابية والمسيئة للأخلاق. المهرجان، ومنذ انطلاقته وهو يتطور ويحقق نجاحات على المستوى المحلي والعربي والدولي، ويحظى بسمعة طيبة على مستوى العالم، ما يظهر عبر تجاوب عدد كبير من دول العالم التي تعتبر رائدة في مجال صناعة سينما الفيديوهات التوعوية القصيرة و تسجيل مشاركات من دول إفريقية واسوية ومن أستراليا وأمريكا تعرف بريادتها في مجال الفيديوهات القصيرة التوعوية.